خسائر لم تشهدها لبنان في تاريخها.. الليرة تنهار أمام الدولار والشعب في حالة ذعر

 استقر سعر صرف الدولار مقابل الليرة، لكن المخاوف من ارتفاعات قياسية مرتقبة في قيمة العملة الخضراء لا تزال حاضرة.

سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء لحظة بلحظة

وبلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل الليرة اللبنانية اليوم 89.000 ألف ليرة للشراء 89.500 ألف ليرة للبيع.

وسجل سعر الدولار اليوم في البنك المركزي اللبناني 15 ألف ليرة.

ويتخوف البعض من ارتفاعات قياسية في سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية حاصة مع انتهاء الموسم السياحي بنهاية سبتمبر.

وقال الدكتور باتريك مارديني الخبير الاقتصادي: “لا أحد يمكنه تحديد موعد ارتفاع سعر صرف الدولار أكان في سبتمبر أو في نهاية السنة، فالتوقيت حصراً في جعبة مصرف لبنان، وبالتالي هو من يقرر متى يتدخّل في السوق مستنزفاً احتياطاته ومتى لا يتدخّل”.

وشدد على ان إجماع معظم المراقبين على إمكانية ارتفاع سعر الصرف في نهاية سبتمبر مع انتهاء الموسم السياحي قد يكون في محله، الدولارات التي دخلت إلى لبنان في موسم الصيف ساهمت في زيادة عرض الدولار مما يسمح للمصرف المركزي بسحب الدولار من الأسواق دون أي تأثير سلبي على سعر الصرف ليعاود ضخّها عبر منصة صيرفة كرواتب لموظفي القطاع العام.

وأشار مارديني إلى أنه “في حال انخفاض عدد السياح في لبنان نهاية شهر سبتمبر واستمرار المصرف المركزي بشراء الدولار لدفع رواتب موظفي القطاع العام، دون شك سيحصل ارتفاعات في سعر الصرف”.

وتوقع الخبير الاقتصادي توقف المصرف المركزي عن طباعة الليرة لتمويل النفقات العامة وتوقفه في الوقت نفسه عن تمويل الحكومة بالدولار وإيقاف العمل بمنصة صيرفة، هذه العوامل ستساهم في المحافظة على الاستقرار النقدي لما بعد شهر سبتمبر.

وأضاف أن الإستمرار في طباعة الليرة دون تحويلها إلى دولار سيساهم في إنهيار قريب في سعر الصرف.

وتابع الإستمرار باللعبة التي يقوم بها المركزي في الوقت الحاضر وبالتالي ضخ الدولارات في السوق من خلال منصة صيرفة لتمويل الرواتب والأجور، الأمر الذي سيساهم في زيادة أمد الإستقرار على ان الإنهيار الذي سيلي هذه المدة أكبر”.

وأشار إلى أن “تمويل المصرف المركزي للرواتب والأجور بالليرة اللبنانية سيؤدي إلى إنهيار سعر صرف الليرة لأنه سيزيد من طباعتها دون وجود كميات كبيرة من الدولار تقابلها داخلة إلى لبنان”.

وقال مارديني: “خروج المصرف المركزي من مسألة تمويل الرواتب والأجور على منصة صيرفة، أي التوقف عن ضخ الليرة في السوق لشراء الدولار ومعاودة دفعه عبر منصة صيرفة وإلزام الحكومة بدفع رواتب موظفي الدولة اللبنانية بالليرة اللبنانية من خلال الضرائب، يمكنه من المحافظة على إستقرار معين لسعر الصرف”.

وأضاف: “إستناداً لحديث حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الأخير، يبدو أنه مستعد للذهاب بإتجاه التوقف عن تمويل الحكومة بالليرة والدولار، أي انه لن يعطي دولارات من الإحتياطي للحكومة بهدف تأمين رواتب الموظفين على منصة صيرفة كما لن يعطيها الرواتب بالليرة اللبنانية لكي لا يخلق التضخم”.

وشدد مارديني على أن "تاريخ الإنهيار لا يمكن تحديد مدته الزمنية، فهو مرتبط حصراً بتغيير المصرف المركزي لسياسته، أي بإتخاذ المركزي لقرار وقف ضخ الدولار عبر منصة صيرفة".

قم بمشاركة المقال