قم بمشاركة المقال
أنا شابٌّ ابتُليتُ بحبِّ فتاة، كانت تدرس معي، رأيت فيها الخير، والحب، والحشمة، والاحترام، والخوف، فأنا لست ممن يتقبل المرأة الشجاعة التي غالبًا ما تسير نحو الوقاحة والاسترجال، ورغم علاقتنا الطويلة، لم أسمع منها كلمة سبٍّ أو شتم واحدة، وقد استمرت علاقتنا ثلاث سنوات، السنة الأخيرة منها كنت خاطبًا لها، لكني فشلت في أن أحافظ على مبادئ هذه
المرأة من كل دخيل؛ فسرعان ما تغيرت نظرتها لي من حبٍّ إلى مللٍ، ومن رغبة إلى نفورٍ؛ والسبب هو استعانتها بدُخَلاء كانت تحكي لهم عن علاقتنا، وهم لم يقصروا في حشوِ رأسها بكل ما هو هدَّام ومفرِّق ومشتِّت، سعيت جاهدًا وبكل صبر إلى الرجوع في كل مرة يقع بيننا خصام، وكانت هذه الخصومة في معظمها بسبب إهمالها لي، لم تكن تسأل عني إلا نادرًا، وعندما تتحدث معي، تتحدث ببرود، وكنت أنا السبَّاق دائمًا إلى تقريب الهُوَّةِ بيننا؛ باطلاعها على أسراري وخباياي، في حين أنها كانت تكتفي
اقرأ أيضاً
بالإنصات، ومن النادر أن أسمع منها كلامًا خاصًّا بها أو بأهلها اللهم إلا في أول علاقتنا، ثم بعد علاقة طويلة المدى أتفاجأ برحيلها الأبدي؛ حيث أسمعتني كلامًا بلغ المدى في الغرابة والخطورة، لم أعهده منها، وصل إلى الاستهزاء بأمي وأهلي، فقمت بشتمها بعد أن تيقنت أنها تريد سحب يدها من علاقتنا، الآن أحس أنني شخص مخدوع ومظلوم ومهزوم، كل ما كنت
أريده الزواج من التي أحببتُها وضحيت كثيرًا لأجلها، حتى إنني أملك صورها ولم أستطع حذفها، ودائمًا تحدثني نفسي أنها ستعود وتحقق ما وعدتني به: (لن أتخلى عنك مهما حدث)، سؤالي هو: كيف أتخلص من هذه الآمال الخائبة التي أُمنِّي نفسي بها؛ فهي لن تعود لأنني انتظرت تسعة أشهر ولم أسمع منها