قم بمشاركة المقال
فاز الصحافي والكاتب العراقي المغيّب مازن لطيف بجائزة فولتير التي يمنحها الاتحاد الدولي للناشرين، في حفل توزيع جوائز منتدى التعبير الذي أقيم في مدينة ليلهامر بالنرويج، ممّا دفع مثقفين عراقيين لاستذكار لطيف، ومطالبة الحكومة العراقية الحالية بالكشف عن مصيره.
وأعلن الاتحاد الدولي للناشرين عن منح جائزة خاصة للشاعر ومؤلّف كتب الأطفال الأوكراني فولوديمير فاكولينكو، وعن منح مازن لطيف جائزة فولتير.
اقرأ أيضاً
وقالت رئيسة لجنة حرية النشر التابعة للاتحاد، كريستين أينارسون، إنّ مازن لطيف "التزم تجاه المجتمع الأدبي وحرية التعبير في العراق، ويجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعاً، وندعو من أخذوه إلى إعادته سالماً".
ونقلت وسائل إعلام فعاليات الحفل، وجاء في كلمة نائب رئيس الاتحاد، غفانتسا جوبافا، أنّ "إسكات التعبير الثقافي هو إحدى أدوات الأنظمة القمعية. يجب أن نقاوم ترهيبهم، وأن نحتفي بالمؤلفين والناشرين الشجعان الذين يساعدوننا في تجربة وفهم تنوع ثقافاتنا. مازن لطيف علي وفولوديمر فاكولينكو بطلان".
وعبر "سكايب"، تحدث عبد المهيمن مازن لطيف نيابة عن والده، وقال: "لم أتخيّل من قبل أنني سأقف يوما ما في مثل هذا المكان المتميز لأتحدّث عن والدي، الذي كان دائماً يملأ الأجواء بمحادثاته حول الثقافة والفكر". وأضاف: "لسوء الحظ أسكت صوته، وكانت خطيئته أنّه شغوف بحرية الفكر، وسعى من خلال دار النشر الخاصة به إلى تزويد القراء بكل ما يتعلق بالأسس الثقافية للعراق".
في السياق، أصدر مركز النخيل للحقوق والحريات الصحافية، بياناً قال فيه إنّ "الجائزة تُمنح للشخصيات التي ساهمت في الدفاع عن حرية النشر وتعزيزها، حيث ترى أن الناشر حين يساهم في نشر أفكار المؤلفين فإنه يتحمل نفس المخاطر التي يتحملها الكاتب، ومن هنا تأتي أهمية تكريم حرية النشر".
اقرأ أيضاً
وأضاف البيان أنّ "هذه المناسبة تعيد التذكير بجريمة اختطاف وتغييب الكاتب مازن لطيف منذ أكثر من ثلاث سنوات دون الكشف عن مصيره لغاية الآن، رغم كثرة المناشدات والوعود التي أطلقت بهذا الخصوص".
كذلك، أطلق المركز "نداءً للكشف عن مصير مازن لطيف والصحافي توفيق التميمي والعديد من زملائهما الذين اخُتطفوا وقُتلوا وغيّبوا ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم وتقديمهم للعدالة، لا سيما أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني تعهد في برنامجه الحكومي بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، وإعلان ذلك أمام الرأي العام، وعلى الرغم من مرور سبعة أشهر على تشكيل حكومته لم يحدث أي تقدم يذكر في هذا الملف".
اقرأ أيضاً
واختُطف الناشر والكاتب العراقي مازن لطيف في الأول من فبراير/ شباط 2020 بعد أن أعلنت عائلته ومقرّبون منه فقدان الاتصال به، وهو معروف بين الأوساط الثقافية والفنية، ومشارك فاعل في احتجاجات ساحة التحرير في العاصمة بغداد.
من جهته، قال الكاتب العراقي محمد العبودي، وهو أحد الأصدقاء المقربين من مازن لطيف، إنّ "السلطات الأمنية والقضائية لم تتقدم في الكشف عن مصير الكاتب المختطف والمغيب، حتّى إن بعض الجهات المسلحة لم تسمح لعائلة مازن لطيف بتقديم شكوى ضد مليشيا محتمل أن تكون هي المتورطة بتغييبه".
وأضاف العبودي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن لطيف كان "رمزاً صحافياً وثقافياً، وأن قوى السلاح والمليشيات سعت طيلة السنوات الماضية إلى إسكات كل الناشطين بطرق الترهيب والاختطاف، في ظل صمت حكومي وتماهي السلطة مع هذه الجماعات المسلحة".
ومازن لطيف، كاتب وناشر وصحافي، من مواليد مدينة بغداد عام 1971، ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة نهراي، المعنية بالذاكرة والتراث العراقيين، ولديه مجموعة مؤلفات، منها "المثقف التابع" و"علي الوردي والمشروع العراقي" و"العراق حوار البدائل" و"الإخوان المسلمون في العراق" و"يهود العراق تاريخ وعبر"، و"يهود العراق موسوعة شاملة".