قم بمشاركة المقال
يحتفل العالم في 15 مايو من كل عامٍ بـ "اليوم العالمي للأسرة "، وتستهدفُ المنظمات الدولية من الخطوة نشرَ التوعية بأهمية الأسرة في كيان المجتمع، خاصةً مع ما نشهده حالياً من متغيِّراتٍ هائلةٍ على صعيد الحياة اليومية، وتسارع الأحداث، وتبدُّل القيم، ما يلقي بظلاله على النسيج الأسري، وتماسك أفراد العائلة.ويأتي يوم الأسرة هذا العام تحت عنوان "الأسر والاتجاهات الديموغرافية" وذلك بمناسبة وصول سكان العالم إلى ثمانية مليارات في أواخر عام 2022 وتأثير ذلك على لأسر.
وبهذه المناسبة، التقينا في "سيدتي نت" الدكتورة ميمونة خليل آل خليل، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، للحديث عن دور مجلس شؤون الأسرة بالتوعية بالأمور التي تساعد وتسلِّح الأسر لتصمد في وجه التغيُّرات والتحولات المختلفة، الديموغرافية وغيرها، لا سيما التثقيف بالصحة الإنجابية، وكيفية مواجهة المتغيِّرات المجتمعية، ونشر المعرفة، وإجراء الدراسات الاستشرافية، باعتبار أن مجلس شؤون الأسرة هي الجهة الوطنية المتخصِّصة برعاية شؤون الأسرة في السعودية، والممثل الأول للمرأة والطفل وكبار السن.
اقرأ أيضاً
الدكتورة ميمونة خليل آل خليل الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة
الأسرة السعودية ورؤية 2030
بدايةً، كيف ترون وضع الأسرة في خارطة "رؤية السعودية 2030" بعد مرور سبعة أعوامٍ على انطلاقها؟
الأسرة في مركز الخارطة، إذ تمَّ إنشاء مجلس شؤون الأسرة في 2016، وهو العام نفسه الذي أُطلقت فيه الرؤية الطموحة، التي تصبُّ برامجها جميعاً في صالح تنمية أفراد الأسرة بكافة فئاتها، لا سيما النساء والأطفال وكبار السن، ودعم كيانها بشكلٍ عامٍّ. مثلاً برنامج القدرات البشرية، ينصُّ على هدفٍ واضح، وهو تعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائها، وهناك برامج، تركز على عمل المرأة، في مقدمتها برنامج التحول الوطني، وبرنامج جودة الحياة، وقد أسهمت في زيادة مشاركتها في سوق العمل من 17% عام 2017 إلى 36% حالياً، هذا إلى جانب وضع التشريعات الممكِّنة للمرأة، وتطوير جميع أفراد الأسرة، وتخصيص قوانين لدعم كبار السن، وإطلاق أطر عملٍ وأدلةٍ تحمي وتمكِّن الأطفال.باختصار، يعمل مجلس شؤون الأسرة في ظل "رؤية 2030" على تحقيق التنمية الأسرية، وتمكين المرأة، وحماية الطفل.
اقرأ أيضاً
الأسر والاتجاهات الديموغرافية
"الأسر والاتجاهات الديموغرافية" موضوع يوم الأسرة الدولي في العام الجاري، وذلك بمناسبة وصول سكان العالم إلى ثمانية مليارات، ماتأثير ذلك على الأسرة؟
نعم، اليوم وصلنا إلى ثمانية ملياراتٍ، ومن المتوقَّع أن يزيد العدد إلى تسعة ملياراتٍ عام 2050، ويصل إلى 11.2 مليار في 2100 الاتجاه الآن نحو التزايد البشري، لكنَّ الاتجاهات تبقى متغيرةً، فهناك طرفان للمعادلة، فعندما تتزايد الأعداد، نبدأ بالتفكير في شح الموارد، والتركيبة المدنية، وتغيُّر المناخ، وكيف سيؤثر ذلك في الأسرة، ودائماً ما يكون التأثير مباشراً عليها في كل هذه الأمور، أما عندما يتناقص عدد سكان المعمورة، فإننا نواجه تحدياتٍ مختلفة، مثل الرعاية حيث تصبح المسؤوليات أكبر على أفراد الأسرة، خاصةً في حال كانت هناك بطالةٌ، أو مرضٌ، إذ يجد أفرادها صعوبةً في تلقيها، كما يسبِّب هذا الأمر خللاً في التركيبة العمالية، وتوفُّر اليد العاملة، إلى جانب خللٍ في التركيبة الاجتماعية، حيث يكون عدد كبار السن أكثر من الشباب.
ما موقع الأسرة السعودية في ظل هذه التغيُّرات؟
فيما يخصُّ موقع الأسرة السعودية من ذلك، أرى أن وضعها آمنٌ بحكم وجود اهتمامٍ وتخطيطٍ ووعي من صنَّاع القرار، وهذا ما نلاحظه في جميع المبادرات التي وُضِعت حتى اليوم بوصفها جزءاً من برامج "رؤية السعودية 2030"، وقد لمسنا نقلاتٍ ملحوظة في التعليم، والصحة، والتغذية، والوعي الشامل، مع الاستثمار في الشباب، الذين يمثلون ثلثي التركيبة الديموغرافية للسعودية، ويعدُّون المحرِّك الاقتصادي الأول لها، وتعوِّل عليهم الدولة في تحقيق مستهدفات الرؤية.لكن تبرز في الوقت نفسه الحاجة للوعي بما تقدَّم، وهذا أحد أدوار مجلس شؤون الأسرة بالتوعية بالأمور التي تساعد وتسلِّح الأسر لتصمد في وجه التغيُّرات والتحولات المختلفة، الديموغرافية وغيرها، لا سيما التثقيف بالصحة الإنجابية، وكيفية مواجهة المتغيِّرات المجتمعية، ونشر المعرفة، وإجراء الدراسات الاستشرافية، بما يضمن اشتمالَ خططنا الحالية على ما يساعدنا ويجهِّزنا لتحديات الغد.
ما الحلول المقدَّمة من قِبل مجلس الأسرة في ظل هذه التغيُّرات السكانية؟
المجلس أجرى دراسةً العام الماضي من أجل فهم الوضع الراهن للأسر، بالتالي إطلاق مبادراتٍ عدة استناداً إلى هذا القياس.الدراسة قامت بقياس الوعي فيما يخصُّ تنظيم الأسرة، والصحة الإنجابية، وأسهمت نتائجها في دعم الحملة التوعوية التي يعمل عليها المجلس بهذا الشأن، وقد وجدنا أن هناك ممارسةً ضعيفةً لتنظيم الأسرة عند 59% من المشاركين في البحث، مقابل وعي عالٍ في الصحة الإنجابية لدى 31% فقط، واكتشفنا أن الأغلبية لديهم معرفةٌ متوسطة بالصحة الإنجابية، وهذا يعني أننا نحتاج إلى نشر المعرفة بما تقدَّم، مثلاً ماذا تعني الصحة الإنجابية للمرأة، وكيف تستفيد صحياً من التباعد بين الولادات، وما أثر ذلك على الأسر بشكلٍ عام، خاصةً من الناحية الاقتصادية؟
الدراسات تؤكد أن فرص التعليم، والصحة، والتدريب، وبناء المهارات أفضل في العائلات التي تمارس التنظيم الأسري، ولديها وعي أعلى في الصحة الإنجابية، وتشير إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين مستويات الفقر وعدم وجود هذه الثقافة، أو عدم وجود الوعي بهذه الأمور، ومن هذا المنطلق سنعمل، بإذن الله، في الحملات التوعوية المقبلة على نشر المعرفة بالصحة الإنجابية حتى تتخذ كل أسرةٍ القرار الخاص بها بشكل واضحٍ وعلى أساسٍ من المعرفة
التفاعل مع مجلس شؤون الأسرة
كلمة أخيرة للأسر السعودية؟
أقول للأسر السعودية: نتمنى منكم التفاعل مع المخرجات المختلفة لمجلس شؤون الأسرة، والأدلة الإرشادية التي يطلقها،إذ إنها تأتي بعد دراساتٍ متعمِّقةٍ، وعملٍ كبيرٍ عليها من قِبل أهم المختصين، وتسهم في توفير الأمان للطفل، والرعاية والحماية لكبار السن، والتمكين للمرأة، وتسلِّح الأسرة بالمهارات المطلوبة في عالم اليوم الذي يشهد متغيِّراتٍ اجتماعية هائلة. إن تفاعلكم واستفادتكم من هذه المخرجات، يمنحان ما نقوم به من عملٍ أثراً أكبر بإذن الله.