قم بمشاركة المقال
تتجه الأنظار إلى رئيس الدورة الثامنة والعشرين لقمة "كوب 28" في دبي، الإماراتي سلطان الجابر، خلال مشاركته في مؤتمر أممي للمناخ الإثنين بألمانيا. إذ تنتظر منظمات غير حكومية مع خبراء وسياسيين أن يعبر عن توجهه للتخلي عن الوقود الأحفوري. وكان برلمانيون أوروبيون وأمريكيون طالبوا بالتراجع عن اختياره لرئاسة المؤتمر بسبب منصبه على رأس الشركة النفطية الحكومية.
سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي، "أدنوك"، ورئيس "كوب 28"، في مؤتمر "الإمارات العربية المتحدة لتكنولوجيا المناخ"، في أبو ظبي، 10 مايو 2023.
اقرأ أيضاً
سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي، "أدنوك"، ورئيس "كوب 28"، في مؤتمر "الإمارات
إعلان
سيكون رئيس الدورة الثامنة والعشرين لقمة "كوب 28" في دبي، الإماراتي سلطان الجابر محط اهتمام واسع خلال مفاوضات بشأن المناخ برعاية الأمم المتحدة الإثنين في ألمانيا، باعتباره رئيسا لشركة نفطية عملاقة.
اقرأ أيضاً
وسيشكل مؤتمر بون في ألمانيا حول تغير المناخ الذي يُنظم كل عام تحضيرا لمؤتمر "كوب28" المقبل فرصة لرئيسه لمخاطبة المشككين به.
وأثار اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لرئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة "أدنوك" سلطان الجابر لرئاسة قمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب-28"، انتقادات شديدة من نشطاء في مجال البيئة وبعض المسؤولين السياسيين.
دعا مئة عضو في الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي إلى العودة عن اختياره لرئاسة المؤتمر بسبب منصبه على رأس الشركة النفطية الحكومية.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية في نيسان/أبريل، دافع الجابر عن نفسه من خلال التذكير بأنه مؤسس شركة "مصدر" أيضا، وهي شركة إماراتية وطنية متخصصة في الطاقات المتجددة.
كما دافع مفاوضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مجال المناخ جون كيري، وفرانس تيمرمانز عن تسميته. والتقى كيري في نهاية الأسبوع الفائت مسؤولين إماراتيين بينهم الجابر في أبو ظبي.
وفي حين أن القرارات المتخذة خلال مؤتمرات الأطراف من مسؤولية الدول، إلا أن لرئاسة المؤتمر دورا في تنسيق وإدارة المفاوضات.
وشدد رئيس "أدنوك" مؤخرا على أهمية الوقود الأحفوري للاقتصاد العالمي. وبدلا من الدعوة إلى التخلي عن النفط والغاز بحسب ما يرغب العديد من المفاوضين، فضل التحدث عن القضاء على "انبعاثات" الوقود الأحفوري ما يمهد الطريق لاستمرار استخدامه، في حين أن التقنيات العديدة لالتقاط الإطلاقات ما زالت في بداية تطويرها.
"وضع حرج"
واعتبرت لورانس توبيانا إحدى مهندسات اتفاق باريس للمناخ في 2015 ورئيسة مؤسسة المناخ الأوروبية أن "هذه الرئاسة يجب أن تكشف بسرعة عن طموحها: السرعة في التوجه إلى مصادر الطاقة المتجددة جزء منه، لكن ذلك لن يكون كافيا لمؤتمر الأطراف هذا". وأضافت "الوضع حرج حاليا أكثر من أي وقت مضى لندرك أن عصر الوقود الأحفوري ينتهي".
وسيشكل مؤتمر بون في ألمانيا حول تغير المناخ الذي يُنظم كل عام تحضيرا لمؤتمر الأطراف المقبل فرصة لرئيس الدورة الثامنة والعشرين لمخاطبة المشككين به.
ويتوقع أن يتيح المؤتمر الذي سيستمر لمدة 15 يوما إحراز تقدم تقني في قضايا مثل التمويل الملموس "للخسائر والأضرار" أو التعهد بصرف مبلغ 100 مليار دولار سنويا للبلدان الفقيرة للتكيف مع تغير المناخ وتنفيذ الانتقال في مجال الطاقة.
كما يأمل مراقبون في الحصول على معلومات بشأن "التقييم العالمي" المتوقع في أيلول/سبتمبر، والذي سيُحدد جهود الدول المختلفة في أعقاب اتفاق باريس.
ويهدف هذا الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند متوسط "يقل عن درجتين مئويتين" مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، ومواصلة الجهود "للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند 1,5 درجة مئوية"، ما يبدو صعبا. ويتيح للبلدان تحديد أهدافها الخاصة لبلوغ التوقعات.
زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة
التزمت دول مجموعة السبع الصناعية مؤخرا بـ "تسريع تخليها" عن الوقود الأحفوري، ولكن من دون تحديد مهلة نهائية جديدة، وفقط في المجالات غير المزودة بأجهزة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وهي تقنيات ما زالت في بدايتها إلا أن الدول المنتجة للنفط والغاز تشيد بها.
من ناحية أخرى، لقيت دعوات وكالة الطاقة الدولية إلى تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة ترحيب حكومات عديدة. ودعا سلطان الجابر بنفسه إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة ثلاث مرات بحلول العام 2030، في خطاب ألقاه في مطلع أيار/مايو في ألمانيا.
وتشيد الإمارات وهي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط، باستثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة.
لكن في حال توقفت الدولة في النهاية عن استخدام نفطها داخليا فهذا لا يعني أنها ستتخلى عن الإنتاج لتصديره، بحسب ما قال الخبير في مركز تشاتام هاوس للأبحاث كريم الجندي.
وقدّر أن الإمارات قد "تميل لأن تكرر القول، مثلا، إن العالم سيحتاج إلى النفط لمجرد أنها بحاجة إلى الحفاظ على زبائن".