قم بمشاركة المقال
استطاعت ان تحوّلت التحديات إلى فرص في مجال التعليق وفنون التقليد
صوت الإماراتية مريم فكري.. من معاناة التنمر إلى ناشر للفرح.
في البداية، كان التنمر من صوتها، ونبرته المختلفة، حتى إنها آثرت الصمت الطويل وعدم الكلام، إلى أن استطاعت بعد حين أن تتغلب على هذا التنمر حين اكتشفت أن صوتها المغاير هذا قادر على رسم الابتسامة وصنع الفرح.. هذه باختصار فصول من حكاية الإعلامية الإماراتية مريم فكري، التي استثمرت موهبتها في فنون التعليق والمحاكاة للارتقاء بها نحو آفاق أرحب، طامحة إلى أن تكمل المسيرة، لتضع بصمتها الصوتية على مزيد من الأعمال الهادفة.
اقرأ أيضاً
وكشفت مريم، في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، عن تعرّضها في مرحلة مبكرة من الدراسة إلى التنمر، ما سبب لها الكثير من المشكلات، موضحة: «بسبب طبيعة صوتي ونبرته المختلفة نوعاً ما، تعرّضت لكثير من التنمر من زميلاتي في المدرسة، لدرجة أصبحت معها مُقلّة في الكلام والتفاعل وحتى المشاركة في مختلف الأنشطة، ما دفع إدارة المدرسة آنذاك إلى تقديم شكوى لأهلي بسبب عدم رغبتي في الكلام والتواصل مع أقراني».
وأضافت: «عانيت كثيراً بسبب اختلاف صوتي لدرجة جعلتني غير قادرة على بناء أي نوع من الصداقات من حولي. لكنني نجحت بفضل الله، وبالاعتماد على عزيمتي وإصراري، في تخطي هذا العائق وتحويله إلى نجاحات جعلت الكثير ممن انتقدني سابقاً يشيد بنجاحي».
اقرأ أيضاً
تعريف بالموهبة
بين فنون التعليق وتجارب محاكاة الأصوات وتقليدها بحرفية، تمضي مريم قدماً في التعريف بموهبتها التي اكتشفت مفاتيحها أثناء جائحة «كوفيد-19»، بالتزامن مع مشاركتها بالصوت والصورة، في إحدى مبادرات القراءة الخاصة بالطفل التي فتحت لها آفاقاً جديدة من المعرفة بحدود صوتها وإمكاناته في هذا المجال، مؤكدة: «اكتشفت قدرتي على محاكاة أصوات عدد من شخصيات هذه القصص، ما شجعني على التفكير جدياً في خوض غمار التجارب الصوتية، واستثمار موهبتي في هذا المجال للارتقاء بها نحو آفاق أرحب، وصولاً إلى تجربة إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي نهاية العام الماضي أقوم من خلالها، بإبراز ملامح من موهبتي في مجال التقليد، وما أستطيع تقديمه من تجارب متنوّعة بصوتي، لأفاجأ بردود أفعال الجمهور الإيجابية والمحفزة، ومطالباته المتواصلة لي بتقديم المزيد من المقاطع المتنوّعة».
وأشارت مريم إلى أن الجمهور أحب هذه الخطوة الفنية، التي بدأت من قبيل التسلية والترفيه، لتتحوّل مع مرور الوقت إلى «مطالبات جماهيرية» من روّاد التواصل الاجتماعي والمتابعين، الذين اقترحوا عليها تقديم المزيد من اللوحات الصوتية الكلاسيكية الشهيرة، الراسخة في الذاكرة والتي تابعها الكبار والصغار على امتداد سنوات طويلة. وأكملت: «طالبني كثيرون بمحاكاة وتقليد صوت (بدالة اتصالات) الشهيرة التي تزامنت مع فترة انتشار الهاتف الأرضي لمعرفة التوقيت، ومن ثم تقديم مقاطع صوتية لبرنامج (حدث في مثل هذا اليوم)، وعدد من أعمال الرسوم المتحركة الأشهر مثل (من قصص الشعوب)، وغيرها من الحكايات الشيقة التي واكبت فترات متفاوتة من قصص الزمن الجميل». وأعربت عن اعتزازها بخوض تجارب متنوّعة أخرى قادتها إلى تقليد أصوات عدد من المضيفين الأرضيين في مطارات الدولة، أبرزها صوت المعلقة الرسمية لـ«طيران الإمارات»، و«فلاي دبي»، و«طيران الاتحاد» وغيرها من الشركات الرائدة.
طموحات
رغم تخصصها في مجال الترجمة، قادت المصادفة مريم في عام 2016 نحو منصّات الإعلام للعمل مذيعة أخبار في إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، ما ساعدها على صقل مهاراتها المهنية وتجربتها في هذا المجال الذي ترى أنه الأنسب لموهبتها. ورأت أن محاكاة الأصوات وتقليدها إلى جانب التعليق الصوتي، مواهب شخصية بحتة، تفصل بينها وبين طبيعة تجربتها المهنية الرسمية في مجال الإعلام. وقالت إن «حساباتي على مواقع التواصل تعكس تجارب شخصية أقدم من خلالها موهبتي وأرسم الابتسامة، وإن كنت أتمنى مستقبلاً أن أصبح الصوت الإماراتي الرسمي في مطارات العالم، وأكرّس تعلقي الشديد بتقديم الشخصيات الكرتونية وتجارب الدوبلاج للأطفال، مثلاً في مسلسل شعبية الكرتون، المجال الذي اكتشفت قدرتي على خوضه والإبداع فيه».
تفاعل لافت
وأشارت مريم إلى تفاعل الجمهور مع موهبتها في فن تسجيل الأصوات، الذي برعت من خلاله في نشر الفرح، إذ نجحت في تقديم بطاقات معايدة صوتية لمناسبات عدة لمتابعيها، منها حفلات التخرج وأعياد الميلاد والزواج، وغيرها من المناسبات التي تقدمها بصوتها وبشكل شخصي جداً يسهم في إضفاء نوع البهجة على تجارب المعايدات. وتابعت: «هناك كثير من المناسبات السعيدة التي قدمتها بصوتي، ولا يسعني اليوم ذكرها لما لها من طابع شخصي لا يعني إلا أصحابها، لكنني نجحت والحمد لله بالاعتماد على موهبتي، في بث السعادة والمحبة ومشاركة الناس أفراحهم، فوضعت صوتي على مناسبات عدة».
لم تخف الإعلامية مريم فكري، الحيز الواسع الذي تحجزه «الكوميديا» في حياتها الشخصية، مشيرة إلى أنها ورثت هذا الشغف عن عائلتها على وجه العموم، ووالدها خصوصاً، وإن اعترفت في لقائها مع «الإمارات اليوم» بامتعاض بعض أفراد أسرتها من هذا الجانب الواضح في شخصيتها، الذي تسبب في وقوع جميعهم في عدد من مقالبها العفوية، على حد تعبيرها: «وأتذكر دائماً جدتي، رحمها الله، التي كنت أتعمد إيهامها دوماً بأنني صوت (البدالة) دون أن تكتشف أنني أنا صاحبة المقلب».
مريم فكري: «فوجئت بردود أفعال الجمهور الإيجابية والمحفزة، ومطالباته المتواصلة لي بتقديم المزيد من مقاطع تقليد الأصوات المتنوّعة».
مريم فكرى
مذيعة أمارتيةقلبت موازين المعاناه وخلقت إبداع متفرد تعرفوا على قصتها وعلى بداية رحله الصعود للقمه...