قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

ظفار و أساطير نسجت من الخيال حكايات تعرف لأول مره تعرفوا عليها...

ظفار و أساطير نسجت من الخيال  حكايات  تعرف لأول مره تعرفوا عليها...
نشر: verified icon

سوالف الخليج

12 يونيو 2023 الساعة 02:10 مساءاً

قام الفريق بتوثيق مقبرة قديمة تسمى “أوقور إصبحتئ” وهي تقع بالقرب من هذه الآثار التاريخية وتضم قبورًا كبيرة جدا يصل طول بعضها إلى حوالي ١٠ أمتار

أكوام من الأحجار على مد البصر تنتشر على شكل دوائر حجرية متتالية، بُنيت على شكلِ دائرة يتوسطها رأس هرمي، وتختلف في الحجم والطول غير أنها متشابهة في الشكل والمكونات.

أما المسافة فتتفاوت بين دائرة وأخرى، فقد تجد ثلاث دوائر متجاورة على مسافة متقاربة، وأحيانا تجد المسافة هي ذاتها بين كل دائرة .

وتقع أغلب الدوائر تحت سفوح التلال الجبلية المنتشرة على حواف الأودية، وكأن سكانها يحتمون بهذه التلال من الأخطار المحيطة بهم .

وتتكون هذه الأكوام من الأحجار المنتشرة في المكان، حيث وضعت الأحجار الكبيرة على خط الدائرة تليها المتوسطة فالصغيرة وصولا إلى قمة الهرم.

ويتراوح طول هرم الدائرة بين المتر والمترين تقريبا، وقد رصدت” اخبار عمان” بقايا لأسوارٍ حجرية حول مواقع بعض هذه الأكوام الحجرية.

وتنتشر هذه الآثار التاريخية على مساحات يصل طولها لأكثر من ٥ كم، وهي أكوام حجرية مرتبة وليست عشوائية. وتقع هذه الآثار شرق نيابة جبجات في منطقة “القطن” وهي المنطقة الفاصلة بين البادية والريف.

ويُفسّر المهتمون بالتاريخ أن سكان ريف ظفار كانوا يسكنون منطقة “القطن” نظرًا لكثافة الغابات وانتشار الأشجار، وهذا ما تؤكده الشواهد والمقابر الأثرية المنتشرة في عموم “قطون” ظفار .من 

وقد نسج السكان الكثير من الأساطير حول هذه الآثار التاريخية؛ فهناك من يقول بأنها عبارة عن مساكن للأطفال لحمايتهم من الحيوانات المفترسة، حيث تُشير الأسطورة إلى “وجود حيوان يُشبه الذئب يُسّمى “سيلول” لديه حوض على ظهره يضع فيه الأطفال عندما يهاجمهم، ثم يختطفهم ويذهب بهم إلى الغابة ويأكلهم، فكان السكان يبنون تلك المساكن لحماية أطفالهم عند خروجهم من المكان”

وهناك من يعتقد أنها مقابر لمستعمرات بشرية كانت تسكن المنطقة قبل الإسلام، وهناك من يقول بأنها عبارة عن أماكن تُستخدم لتخزين المواد التجارية والغذائية منذ القدم .

ومع تعدد الروايات واختلاف التفسيرات، دخلت “اخبار عمان” إلى جوف أحد هذه الأكوام، ونبشت بعض أحجاره، ورجّح الفريق الفرضية التي تقول بأن هذه الأكوام هي عبارة عن مساكن للأطفال والنساء لحمايتهم من الحيوانات المفترسة، مستندين إلى الروايات المتواترة عن هذه الآثار، ثم على الاستنتاجات التي توصلوا لها خلال استكشافهم للمكان، حيث لم يجد الفريق ما يُشير إلى وجود قبر داخل الدائرة الحجرية، فالأرضية طبيعية ولا دلائل لوجود عظام بشرية في المكان.

وقد تحدّث لـ “اخبار عمان” بعض السكان قائلين بأنهم شاهدوا بقايا ملابس ومقتنيات للأطفال والنساء في تلك الأكوام، وهذا ما يدعم فرضية السكن، غير أن الفريق لم يتمكن من نبش الأرضية للتأكد من طبقات التربة وفحصها.

وتتكون هذه الأكوام من أحجار وطين بُنيت بشكل دائري، وهناك فتحات في أعلى قمة هرم الدائرة تم تغطيتها بالأحجار الطويلة، حيث يُمكن إزاحتها ومشاهدة مكونات الدائرة من الداخل.

وتتكون الدائرة الحجرية من الداخل من مساحة صغيرة يمكن أن تتسع لعدد ٢ أو ٣ أو ٤ من الأشخاص تحيط بها أحجار دائرية كبيرة تقف عليها أحجار فتحة الهرم.

ويرى الفريق أن الناس قديما في ريف ظفار لم تكن لديهم بيوت سكن من صنع البشر، بل كانوا يسكنون بيوت الطبيعة من الكهوف والأودية، وربما كانت تلك الآثار الحجرية هي بداية فكرة لبناء سكن من صنع الناس، حيث بنوها للسكن وحماية أنفسهم من الأخطار المحيطة بهم.

وهناك أسطورة متواترة عن هذه المقابر تقول بأنها وُجدت في الصباح فجأة، ومن هنا جاءت تسميتها “إصبحتئ ” في إشارة إلى أنها ليست مقبرة بشرية، وأنّ سكانها ليسوا من البشر

وبغض النظر عن صحة هذه الأساطير إلا أن المنطقة كانت عامرة وتضج بالحياة والسكان، وما وجود هذه الآثار التاريخية إلا دليل على وجود حضارة بشرية في هذه المنطقة.

وهذه دعوة مفتوحة نقدمها عبر “اخبار عمان” للباحثين والمهتمين بالآثار لزيارة المنطقة التاريخية واستكشافها ودراستها وفك ألغازها وأسرارها.

ويؤكد الفريق أن هذه المنطقة ستفتح نافذة مهمة من تاريخ ظفار في العصور القديمة، وهي منطقة مفتوحة تضم من الكثير من الشواهد التاريخية التي يمكن دراستها وتحليلها والاستفادة منها.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد