قم بمشاركة المقال
قال رئيس غرفة صناعة عمان المهندس فتحي الحغبير إن البطالة ومتلازمتها الفقر، من المشاكل الرئيسية في الأردن، والتي اشار جلالة الملك في اكثر من مناسبة الى ضرورة الحد منها، مشيرا إلى أن اطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، التي تستهدف توفير مليون فرصة عمل جديدة للأردنيين خلال العقد القادم، أكبر دليل على الخطر المتنامي لهذه المشكلة على صعيد الأمن المجتمعي.
وأكد أنه لا يوجد حل سحري لمشكلة البطالة، إلا ان القطاع الصناعي، يفخر بتشغيل أكثر من (250) ألف عامل وعاملة أردنية يعيلون أكثر من مليون مواطن، ويشكلون حوالي (22%) من اجمالي القوى العاملة في كافة القطاعات الاقتصادية.
اقرأ أيضاً
وأضاف الجغبير خلال ندوة عقدتها جمعية الشفافية الاردنية، السبت، في غرفة صناعة عمان بعنوان "البطالة وسبل مواجهتها"، أن القطاع ما زال قادرا على خلق المزيد من فرص العمل لأبناء الوطن، خصوصا إذا ما أتيحت له الفرصة لزيادة صادراته الى الأسواق التقليدية من جهة، وإلى الأسواق غير التقليدية والواعدة من جهة أخرى، بالإضافة إلى زيادة مبيعات المنتجات الصناعية الوطنية في السوق المحلي، والتي تعني ايضا خلق المزيد من فرص العمل.
وأوضح الجغبير أن البطالة في الأردن تعتبر من أبرز مخاطر الاقتصاد الكلي والتي تقود انخفاض مستوى دخل الفرد في الإقتصاد وما يترتب على ذلك من انخفاض القوة الشرائية وانخفاض الانفاق الاستهلاكي وانخفاض حجم الادخار وما قد ينتج عن ذلك من كساد وضعف عام في الإقتصاد.
اقرأ أيضاً
واشار إلى اطلاق غرفة صناعة عمان وحدة تعزيز التشغيل في القطاع الصناعي والتي تم تأسيسها بالتعاون بين غرفة صناعة عمان والـوكالة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ”، والتي يأمل أن تسهم في الربط بين الباحثين عن عمل والمصانع الأردنية التي لديها فرص للتشغيل، الأمر الذي سيسهم في التخفيف من البطالة وفي ذات الوقت يوفر متطلبات المصانع من العمالة المؤهلة والمدربة في مختلف التخصصات الفنية والادارية.
وكشف الجغبير أن الكثير من المصانع الأردنية تعاني من نقص حاد في العمالة الماهرة والمدربة، بسبب وجود خلل في سوق العمل أفرزته مخرجات التعليم وخصوصا التعليم المهني.
واستعرض عدد من النقاط التي تشكل رؤية في القطاع الصناعي تجاه زيادة تشغيل الأردنيين في القطاع الصناعي ومنها:
1- تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني من خلال تطوير البنية التحتية الحالية والعمل على انشاء مراكز وأكاديميات للتميز للتعليم والتدريب المهني فيما يتعلق بمختلف مكونات المنظومة من حيث شراء واستخدام معدات التدريب الحديثة، توظيف المدربين والمعلمين المؤهلين وتطوير مهارة الكوادر الحالية بالإضافة الى تطوير المناهج والانظمة الادارية والمالية.
2- تطوير آليات الشراكة المؤسسية مع القطاع الصناعي بما يتضمن اشراك مندوبين عن القطاع الخاص في تطوير السياسات والاستراتيجيات لقطاع التعليم والتدريب المهني، واعداد المناهج وفقا للاحتياجات المتطورة والمتخصصة لمختلف التخصصات المهنية والصناعية
3- تخطيط وتنظيم حملات توعوية فعالة لنشر ثقافة العمل المهني وأهمية الاحتياجات والفرص المتوفرة في سوق العمل في القطاع الصناعي مقارنة مع التخصصات الاخرى ونشر قصص النجاح
4- تطوير برامج توفر دعم فني ومالي لزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة في القطاع الصناعي.
5- تحفيز القطاع الخاص للإستثمار في مجال انشاء مراكز التدريب المهني والكليات التقنية خاصة في مجال التخصصات الصناعية (نظراً لإرتفاع كلف الاستثمار والتشغيل)، وبالتالي هنالك حاجة الى وجود الدعم مالي حكومي وغيره من أنماط الدعم تندرج ضمن إطار تطوير البنية التحتية لتطوير منظومة التعليم والتدريب المهني.
وأشاد الجغبير بجمعية الشفافية ورئيسها الدكتور ممدوح العبادي على متابعتها لأهم القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعنى بالشأن الوطني وتنظيم ندوات حوارية حولها.
من جهته قال ممثل قطاع السياحة في جمعية رجال الاعمال ميشيل حجازين إن الأردن هو وجهة سياحية مشهورة ومتنوعة تتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية ومعالمها الطبيعية الساحرة. وتعد السياحة من القطاعات الحيوية في الاقتصاد الأردني، حيث تسهم بشكل كبير في توليد الإيرادات وخلق فرص العمل.
واستعرض حجازين معلومات حول السياحة في الأردن:
- البتراء: تعتبر مدينة البتراء المنحوتة في الصخور من أبرز المعالم السياحية في الأردن وتُعرف بالمدينة الوردية. تستقطب البتراء آلاف الزوار سنويًا لاستكشاف معابدها ومنازلها والمسارات السياحية مثل الخزنة الأثرية والشراع الملكي والدير الأديب.
- البحر الميت: يشتهر الأردن بمنطقة البحر الميت، وهي واحدة من أعلى البحيرات الملحية في العالم وتعتبر نقطة سياحية رئيسية. يأتي الزوار إلى البحر الميت للاستمتاع بخصائص المياه المالحة ومستحضرات العناية بالبشرة، ويقدم العديد من الفنادق والمنتجعات خدمات العافية والاسترخاء.
- وادي رم: يقع وادي رم في جنوب الأردن ويعتبر منطقة صحراوية خلابة وجذابة. يتميز بتضاريسه الصخرية الجميلة وتشكيلاته الطبيعية الفريدة، ويعتبر وجهة مشهورة لرحلات الصحراء والتخييم وركوب الجمال والتسلق.
- عمان: تعد عمان عاصمة الأردن وتوفر مزيجًا من التراث العريق والحضارة الحديثة. يمكن للزوار استكشاف الأماكن التاريخية مثل البلد القديمة والمدينة الرومانية وقلعة عمان، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمطاعم والمقاهي والتسوق في الأسواق التقليدية والمراكز التجارية الحديثة.
- الحضارة والثقافة: يحتضن الأردن العديد من المواقع التاريخية والثقافية المهمة مثل قلعة الكرك، وقلعة العجلون، ومدينة جرش الرومانية. كما يتمتع الأردن بتنوع ثقافي كبير ويحتضن مجموعة من الأعياد والمهرجانات التي تعكس التراث والهوية الأردنية.
وأكد أن السياحة في الأردن تساهم بتوفير فرص العمل في القطاع الفندقي والضيافة والسياحة الثقافية والرحلات والترفيه والنقل والخدمات المرتبطة بها، ويعتبر السياح الوافدون مصدرًا هامًا للعملة الصعبة وزيادة الإيرادات للبلاد، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاستثمار في البنية التحتية السياحية.
وأضاف أن السياحة تلعب دورًا هامًا في الاقتصاد بشكل عام، وتسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوليد الوظائف وزيادة الإيرادات.
كما استعرض حجازين بعض الطرق التي يؤثر بها قطاع السياحة على الاقتصاد:
- توفير فرص العمل: يُعد قطاع السياحة من أكبر مصادر التوظيف في العديد من البلدان. يتطلب القطاع وجود فنادق ومطاعم ووكالات سفر ومرشدين سياحيين وسائقين وغيرهم من العاملين. بالتالي، يعمل قطاع السياحة على توفير فرص عمل للعديد من الأفراد وتقديم دخل مستدام لهم.
- زيادة الإيرادات: يعتبر قطاع السياحة مصدرًا هامًا للعملة الصعبة في العديد من البلدان. يقوم السياح بإنفاق المال في الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية والمعالم السياحية ووسائل النقل، مما يساهم في زيادة الإيرادات السياحية وتعزيز التجارة والاستثمارات في الوجهات السياحية.
- تطوير البنية التحتية: يعمل قطاع السياحة كمحفز لتطوير البنية التحتية في البلدان السياحية. تحتاج الوجهات السياحية إلى مرافق ومنشآت مثل المطارات والطرق والفنادق والمراكز الترفيهية. يتطلب تلبية احتياجات السياح تطوير هذه المرافق، مما يعزز البنية التحتية للبلد ويعود بالفائدة على المجتمع بشكل عام.
- تنشيط القطاعات الأخرى: يؤثر القطاع السياحي بشكل إيجابي على القطاعات الأخرى في الاقتصاد. فعلى سبيل المثال، يحتاج السياح إلى خدمات النقل والتسوق والترفيه، وبالتالي يزيد الطلب على هذه الخدمات ويعزز نشاطها وإيراداتها.
- تعزيز التبادل الثقافي: يعد السياحة وسيلة للتفاعل والتواصل الثقافي بين الشعوب. يتعرف السياح على الثقافات والتقاليد الأخرى، مما يعمق التفاهم ويساهم في تعزيز السلم والتعاون الدولي.
وأكد أنه يجب مراعاة بعض التحديات المرتبطة بقطاع السياحة، مثل الاعتماد الزائد على السياحة كمصدر واحد للإيرادات والتأثير البيئي السلبي الناجم عن السياحة الجائرة، الأمر الذي يتطلب تنمية قطاع السياحة والتوازن بين الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لضمان الفوائد الطويلة الأمد للمجتمع والبلدان المضيفة.
وعن دور السياحة في خلق الوظائف وفرص العمل استعرض حجازين بعض الطرق التي تسهم بها السياحة في خلق الوظائف:
- الفنادق والضيافة: يعتبر القطاع الفندقي والضيافة أحد أكبر مصادر التوظيف في صناعة السياحة. تحتاج الفنادق والمنتجعات والمطاعم والمقاهي إلى فريق عمل متعدد التخصصات، بما في ذلك الاستقبال والمطبخ والخدمات العامة والتسويق وغيرها. يوفر هذا القطاع فرص عمل للكثير من الأفراد، بدءًا من الطهاة والنوادل وحتى المديرين العامين والموظفين الإداريين.
- السياحة الثقافية والتراثية: تعتبر المعالم الثقافية والتراثية والمواقع التاريخية والأماكن السياحية جاذبية كبيرة للسياح. تحتاج هذه المواقع إلى مرشدين سياحيين ومحافظين وفنيين للحفاظ على المواقع والآثار التاريخية، وهذا يخلق فرص عمل للمتخصصين في هذا المجال
- النقل والتوصيل: يتطلب وصول السياح إلى وجهاتهم ونقلهم بين المواقع السياحية وسائل نقل مختلفة، بما في ذلك الطيران والقطارات والحافلات والتاكسي وخدمات الليموزين. يؤدي زيادة حركة السياحة إلى زيادة الطلب على هذه الوسائل وبالتالي يتم توفير فرص عمل للطيارين والمضيفين وسائقي الحافلات والتاكسي وغيرهم.
- الصناعات الإبداعية واليدوية: يمكن أن يؤثر السياح في تعزيز الصناعات الإبداعية واليدوية المحلية. يبحث السياح عن المنتجات التقليدية والحرفية المحلية والهدايا التذكارية، مما يعزز الطلب على هذه المنتجات ويعمل على دعم الحرفيين والفنانين المحليين وخلق