قم بمشاركة المقال
المشهد على أرض الواقع كان أشبه بالدراما، قد تشعر وأنت تتابع أحداثه كأنك تشاهد فيلما سينمائيا، لكنها عين الحقيقة، إذ يحمل بين ثناياه عديد من التفاصيل المؤلمة، تتخللها مشاعر الجحود وقوة القلب، أنها لحظة إعدام أشهر عصابة إجرامية في تاريخ مصر «ريا وسكينة»، داخل سجن الحضرة بالإسكندرية، يوم 21 ديسمبر عام 1921.
تفاصيل إعدام ريا وسكينة
اقرأ أيضاً
جاء اليوم الموعود بتطبيق حكم الإعدام لأول مرة في تاريخ القضاء المصري على امرأة، بعد الكشف عن سلسلة بشعة من الجرائم المتعاقبة بخطف السيدات وقتلهن، ليأتي قرار القبض على تلك العصابة الإجرامية المكونة من 4 رجال وامرأتين.
وخلال تلك المسيرة الإجرامية نجحت عصابة ريا وسكينة في قتل 17 سيدة بالإسكندرية، وهو ما كان بمثابة واقعة لم يأت مثلها في تلك الحقبة من الزمن.
اقرأ أيضاً
المشهد الأخير في حياة ريا وسكينة
في كتابه الشهير «رجال ريا وسكينة» روى الكاتب الراحل صلاح عيسى، تفاصيل المشهد الأخير في حياة أشهر سفاحتين بمصر، وكيف كان لكل من أفراد العصابة رد فعل مختلف عن الآخر، وكأن كل منهما يمثل مشهدًا دراميًا محترفًا أمام الشاشات.
إعدام ريا
كعادتها تصدرت «ريا» أول المشاهد، لكونها أول أفراد العصابة ينفذ عليها الحكم، إذ خرجت أمام المتواجدين بالمكان، وهي مرتدية ملابس الإعدام الحمراء، وفوق رأسها «طاقية» باللون الأبيض، وعند سؤال محافظ الإسكندرية آنذاك، لها بهل تحتاج إلى شيء قبل إعدامها، ردت مطالبة برؤية ابنتها «بديعة»، وهو المطلب الذي قابله مأمور السجن بالرفض، متعللًا بزيارة ابنتها لها قبل يومين من هذا اليوم.
وبعد إدخال «ريا» لغرفة الإعدام وقبيل تنفيذ الحكم بثوانٍ، وجهت عبارتها الأخيرة لابنتها: «أودعتك يا بديعة يا بنتى بيد الله»، ومن ثم نطقت الشهادتين، واستمر نبضها لمدة دقيقتين حتى انقطع.
إعدام سكينة
كعادة اتباعها لـ«ريا» في سفك الدماء، فكانت تابعة لها أيضًا في تنفيذ حكم الإعدام، إذ جاء الدور الثاني على «سكينة»، التي استنكرت قتلها للسيدات بعد سماعها نص الحكم، قائلة: «هو أنا قتلتهم بإيدي؟»، ومن ثم رددت: «أيوة أنا قتلت، والشنق مايهمنيش، عشان أنا ست جدعة والموت حق»، وبعد أن تم لف حبل المشنقة حول عنقها، قالت للحضور: «سامحونا يمكن عيبنا فيكم»، ومن ثم نطقت الشهادتين، واستمر نبضها لمدة 4 دقائق قبل انقطاعه.
إعدام حسب الله
حين سماعه نص الحكم عليه، واتهامه بالمشاركة في قتل 17 سيدة، علق حسب الله: «هما 15 بس، ولو عاوزني أعدهم واحدة واحدة وأساميهم كمان»، وبعد إدخاله لغرفة تنفيذ الحكم وجه حديثه للشناق بغلظة: «شوف شغلك كويس، شد واربط زي ما أنت عاوز، أهو كله موت»، ومن ثم استمر نبضه لـ3 دقائق قبل انقطاعه.
إعدام عبد الرازق يوسف
في اليوم التالي الموافق 22 ديسمبر عام 1921، نفذ حكم الإعدام في الأفراد الثلاثة الآخرين بالعصابة، حيث تقدمهم عبد الرازق يوسف، الذي قاوم الحرس بقوة، وادعى أنه بريء، ما اضطر الحرس لسحبه على الأرض وتكبيل يديه، حتى تم تنفيذ الحكم به، واستمر نبضه لمدة 3 دقائق.
إعدام محمد عبد العال
مثلما فعل حسب الله، استنكر «عبد العال» مشاركته في قتل 17 سيدة بعد سماعه نص الحكم، قائلا: «صلي على النبي، أنا قتلت 7 مش 17»، وبعد إعدامه استمر نبضه لمدة 5 دقائق.
إعدام عرابي
جاء دور عرابي، الأخير في الوقوف أمام حبل المشنقة، إذ تبرأ من الجرائم المسندة إليه، وطلب شرب الماء قبل إعدامه، وبعدها استمر نبضه لمدة دقيقتين.