قم بمشاركة المقال
كشف أستاذ التاريخ والسياسة الدكتور روي كاساغراندا، قصة اتحاد الفرس والروم ضد جيش المسلمين، وكيف استطاع خالد بن الوليد الانتصار بخسائر 150 مقاتل مقابل 70 ألف من العدو.
البريطانيون والفرنسيون
وقال خلال لقاء له مع برنامج "الليوان" المذاع على قناة "روتانا خليجية": كانت تقع الفراض على الحدود بين الإمبراطوريتين البزنطية والفارسية، وهي شديدة للقرب من الحدود العراقية السورية الحالية، مضيفا: هذه ليست مصادفة فعندما قام البريطانيون والفرنسيون بتقييم المنطقة أرادوا أن تكون الحدود مشابهة لحدود بيزنطية وفارس.
اقرأ أيضاً
حالة الصراع
وأضاف: لطالما كان الييزنطين والفرس على خلاف شديد وكان الصراع بينهما مختلفا منذ عام 58 قبل الميلاد، وخاضوا صراعات دامت 680 عاما، وإن لم تكن تلك الصراعات متواصلة لكنها كانت حالة الصراع شبه دائمة، لذا كره البيزنطين والفرس بعضهما البعض كرها شديدا، والتقوا على الحدود وكان كل منهم على أهبة الاستعداد لمحاربة الآخر في أي لحظة.
اقرأ أيضاً
الفرس والبيزنطيين
وأكمل: ذهب الفرس إلى البيزنطيين وقالوا "نحن نواجه مشكلة كبيرة هنا، هناك 15 ألف عربي تمكنوا من الاستيلاء على غرب العراق، مبينا: لا نعلم إن كنا نستطيع إيقافهم ونحتاج إلى مساعدتكم، ولعل هذه المرة الأولى التي يتعاون فيها البيزنطيين والفرس.
علاقة وطيدة
وزاد: سبق لجنرال أن اغتال الإمبراطور البيزنطي واستولى على الحكم بعده، مبينا: هذا أغضب الإمبراطور الفرسي كثيرا لأنهما كان على علاقة وطيدة إلا أن ذلك لا يعني أبدأ انعدام فترات هدوء بين البيزنطيين والفرس لكنها كانت نادرة جدا.
عدو مشترك
وواصل: لم يخطر ببالك أحد أن الفرس والبيزنطيين قد يتحدان لقتال عدو مشترك، وقرر خالد كعادته مخالفة كل التوقعات وفعل العكس تماما، فبدلا من الاقتراب من العدو مباشرة كونهم موجودين على نفس ضفة نهر الفرات التي يتمركز فيها عبر نهر الفرات وجعل النهر حاجزا بينه وبينهم ثم اتجه إلى الفراض ولكنه تمركز الآن على الضفة الشمالية للنهر بينما لا يزال أعداؤه على الضفة الجنوبية.
القوافل والجيوش
وزاد: تفاجأ العدو لتوقعهم "قدومه من الاتجاه المعاكس تماما"، وأوقف خالد جيشه على ضفاف الفرات، وكان السبب الرئيسي في أهمية الفرات هو إمكانية عبور سيرا على الأقدام، إضافة إلى وجود جسر، متابعا: لقد كان مكانا رائعا لعبور القوافل والجيوش.
ضفة الفرات
ومضى: وأيا كان من يريد العبور فسيعبر من هنا، أوقف خالد جيشه على ضفة الفرات، ولكن البيزنطيين والفرس كانوا مترددين في محاربته بينما يفصل النهر بينهم، موضحا: أدرك خالد أنهم لن يعبروا النهر إلا إذا اتخذ إجراء ما يدفعهم إلى ذلك، فهو يريد منهم أن يعبروا النهر لكي يمنحه أفضلية والسبب أن لديه 15 ألف رجل فقط.
عبور النهر
واستكمل: يبلغ عدد أفراد الجيشين 150 ألف رجل ما يعني أنه يواجه قوات تفوقه عدديا بعشرة أضعاف، لافتا: وفي مثل هذه الظروف كان لابد له من الاستفادة من التضاريس، ولعل هذا سبب عبوره النهر، فهو يبدو ضربا من المستحيل وأن تكون تلك نهاية جيشه ونهايته هو أيضا.
ثلاث فرق
وأردف: ما حدث أنه قسم جيشه إلى ثلاث فرق بقيادة نفس القادة أبو ليلى المنهال والقعقاع، وفي تلك المنطقة كان النهر ينحني انحناءة طبيعية، فقاد المنهال والقعقاع فرقتيهما إلى نقطة بعيدة عن الجسر والمكان الضحل، بحيث إذا عبر البيزنطيين والفرس النهر سيكونون بعيدا عن الجند العرب.
فرقة المشاة
وأبان: أخذ خالد فرقة المشاة لأن الأخرتين كانتا فرسان، فأخذ المشاة وأبعدهم عن النهر وكان لديه فرق فرسان ثالثة وضعها في الخلف ليتولى قيادتها بنفسه، مستكملا: عندما رأى خالد البيزنطيين والفرس أن خالد أفسح لهم المجال لأنه يحب أن يكون مضيافا كريما فظنوا أنه يرحب بهم وقالوا "حسنا دعونا نبدأ بالعبور".
الرومان والفرس
وتابع: في المعارك السابقة عند الأبار الثلاثة كان هدف خالد منع توحد الجيش الفارسي لكنه فعل العكس حيث سمح للرومان والفرس بالعبور بأعداد كبيرة حتى بلغوا 50 ألف رجل أكثر من جند خالد بن الوليد بثلاثة أضعاف.
ثغرات وصفوف
وواصل: عندها أمر بالهجوم فحاول المنهال والقعقاع بالفرسان الوصول إلى الجسر لقطع صفوف العدو إلى شقين بينما هاجم خالد بالمشاة البيزنطيين والفرس بهدوء لإبقائهم في مكانهم فقط، موضحا: كان قتالا خفيفا كي لا يتكبد رجاله خسائر ثم هجم بالفرسان على المشاة، ويعلم المشاة العرب كيف يفتحون ثغرات في صفوفهم كي يمر خالد بخيالته ليصدم البيزنطيين والفرس بقوة الخيل والرجال فيدفعهم للخلف، ثم يتراجع فتسد المشاة الثغرات، وحينما يتراجع ويستدير بفرسانه ينفذ الهجوم مرة أخرى.
تحريك أسلحة
ولفت: في كل هجمة يدفع خالد الفرس والبيزنطيين إلى الخلف أكثر ويجبرهم على التراجع والانضغاط في مساحة أصغر حتى فقدوا القدرة على الحركة، ولم يعد بإمكانهم استخدام أسلحتهم ثم أدركوا أنهم محاصرون، لأن فرقتي الفرسان خلفهم تقاتل بشراسة لتصل للجسر وتعزلهم عن النهر ولا يستطيعون تحريك أسلحتهم، حتى أصابهم الذعر، وحاول 50 ألف رجل الفرار جميعا نحو النهر في آن واحد وتكسرت العظام وتم سحقهم حتى الموت بعد تعرضهم للدهس.
المنهال والقعقاع
وختم: في تلك اللحظة كان على المنهال والقعقاع منع جنودهما من الدهس، لكنهما في الوقت نفسه قاتلوهم فكانوا يخوضون معركة للسيطرة على الحشود بينما يقفز البيزنطيين والفرس إلى النهر، ثم يهاجمهم خالد بالمشاة والفرسان من الخلف وهم في حالة تراجع، مضيفا: لقد كانت كارثة كاملة، فحاول البيزنطيين والفرس على الجانب الآخر الوصول إلى المخاضة، لمساعدة رفاقهم على العبور، لكن وصل إليهم الجيش العربي في النهاية وقاتلهم أيضا.
ساحة المعركة
وأتم: في النهاية فر بقية الجيش البيزنطي والفارسي من ساحة المعركة، مشيرا: قتل أو أصيب أو أسر نحو 70 ألف بيزنطي وفارسي في ذلك اليوم، مبينا أن 150 رجل قتلوا من جيش خالد.
غرق ودهس
وأكد أن خالد لم يكن هدفه قتلهم بل حصرهم في مساحة ضيقة لذلك كانوا يستخدمون الدروع والسيوف أو الرماح لصدهم فقط، وبذلك حول قوتهم العددية إلى نقطة ضعف، مستطردا: غرق معظمهم في النهر ودهس بقيتهم حتى الموت.
15 ألف مقاتل ضد 150 ألف..
معركة "الفراض".. قصة اتحاد الفرس والروم ضد جيش خالد ابن الوليد، وكيف استطاع القائد المسلم الانتصار بخسائر 150 مقاتل فقط مقابل 70 ألف من العدو.#روي_كاساغراندا_في_ليوان_المديفر pic.twitter.com/rjlGBs47NV
- الليوان (@almodifershow) March 29, 2024