أعاد الداعية الإسلامي، أحمد الغامدي، المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة التذكير بحديث بحديث "لا يصح مرفوعا" أخرجه البخاري.
وقال الغامدي في سلسلة تغريدات أعاد نشرها بعد أن نشرها أول مرة العام 2022 على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا): "عن أبي هريرة عن النبي قال: (لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها) أخرجه البخاري ومسلم والظاهر أنه لا يصح مرفوعا لما يلي:أولا: تفرد أبو هريرة برفعه مع غرابته ونكارته وتوفر الدواعي فذلك يشعر بأن ابا هريرة وهم فنسبه إلى رسول الله وهو مما يروى من الإسرائيليات".
وتابع: "ثانيا: أن أبا هريرة لم يصرّح فيه بسماع الحديث من رسول الله.. ثالثا: نكارة متنه فالآيات جاءت صريحة في نسبة الوسوسة إليهما وإلى آدم صريحة ونسبة المعصية لآدم قال الله:(فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) وقال:(فوسوس لهما الشيطان) وقال:(وعصى آدم ربه فغوى) وهذه الآيات صريحة في وقوع الوسوسة عليه وعليهما ونسبة المعصية لآدم والحديث يثبت أن حواء هي من خانت بذلك وهذا فيه نكارة حيث يخالف منطوق كلام الله".
وأردف: "الثالث: مخالفته بعض ما فيه قوانين الطبيعة وحقائق العلم فاللحم يفسد في زمن موسى وكذلك الحال قبله وبعده الى يومنا اللحوم تخنز إذا لم تحفظ.. الرابع: مخالفة الحديث للمستقمن كون الطباع عامة في الجنسين فالخيانة ليست خلقا خاصا بالمرأة.. الخامس: أن أبا هريرة خالف ابن عبا فروى يحيى بن سلام في تفسيره من كلام ابن عباس قال:(لولا بنى إسرائيل ما خنز لحم ولا أنتن طعام إنهم لما أمروا أن يأخذوا ليومهم ادخروا من يومهم لغدهم) والجزء الأول المرفوع من حديث أبي هريرة وجد موقوفا من كلام ابن عباس والقرائن ترجح أن الوقف وأن أبا هريرة وهم في رفع الحديث إلى رسول الله.."
اضطراب في الألفاظ
واستطرد الغامدي قائلا: "السابع: اضطرب أبو هريرة في ألفاظه فقد رواه مرة:(لولا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) وهو مما يروى عن بني إسرائيل وكان أبو هريرة يروي الإسرائيليات وخاصة عن كعب الأحبار ذكر ذلك كثيرون ومنهم المزي في تهذيب الكمال.. ويعزز صحة هذا أن قصة خيانة حواء لآدم ذكرت في الإصحاح الثالث من سفر التكوين بهذا المعنى لما سأل الله آدم لما أكلت من الشجرة.. ورواه مرة:(لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) فلم يذكر الشطر الأول من الحديث ورواه مرة (لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) بزيادة: (لم يخبث الطعام) وهذا الاضطراب قرينة على عدم ضبط إلى هريرة للحديث فيحتمل أن أبا هريرة رفعه الى الرسول".
وأضاف:" قال آدم :(المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت) وقد أخرج عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره عن وهب بن منبه قال: لما أسكن الله آدم الجنة وزوجته نهاه عن الشجرة...قال: يا حواء أنت التي غررت عبدي فإنك لا تحملين حملا إلا حملته كرها فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت..) ووهب بن منبه تابعي يروي الإسرائيليات.. وروي نحو هذا عن ابن عباس أن آدم لما أكل من الشجرة قال الله: (يا آدم ما حملك على ما صنعت فاعتل آدم فقال: يا رب زينته لي حواء قال: فإني أعقبتها ألا تحمل إلا كرها ولا تضع إلا كرها.. فما في الحديث من مخالفة للآيات وقوانين العلم والطبيعة المحسوسة وكونه روي طرف منه موقوفا عن ابن عباس واضطربت ألفاظه وروي بمعناه فيما يروى عن بني إسرائيل، بهذه الأدلة والقرائن يظهر أن هذا الحديث لا يصح مرفوعا عن رسول الله وإنما وهم أبو هريرة في رفعه وهو مما يروى من الإسرائيليات".