قم بمشاركة المقال
قالت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، الجمعة، إن تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بشأن تصنيف المحلي الصناعي "الأسبرتام" المُحلّي الصناعي الشائع الموجود في آلاف المنتجات، مثل المشروبات الغازية "الدايت"، على أنه مادة مسرطنة محتملة ضمن (المجموعة 2B) حسب تصنيف الوكالة "يعد احتمالا وليس دليلا قطعيا".
وأضافت الهيئة، في بيان، أن تصنيف (2B) يُقصد به "عدم وجود أدلة وبراهين علمية كافية للتسبب في السرطان للإنسان وحيوانات التجارب"، وفقا لقناة الإخبارية السعودية.
اقرأ أيضاً
وتابعت الهيئة أن "لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية، أكدت أن البيانات التي خضعت للتقييم لا تشير إلى وجود سبب كاف لتعديل نسبة الاستهلاك اليومي المحدد الذي يتراوح من 0 إلى 40 مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم".
اقرأ أيضاً
وشددت أنه "آمن للاستخدام ضمن هذه الحدود، وتجاوز هذه الحدود يعادل استهلاك 9 إلى 14 علبة من المشروبات الغازية المحتوية على 200 أو 300 مليغرام من الأسبارتام يوميا للشخص البالغ الذي يبلغ وزنه 70 كغم، على افتراض أنه لا يوجد هناك مدخول آخر من مصادر غذائية أخرى".
وأوضحت هيئة الغذاء والدواء أنها "أجرت العديد من التقييمات العلمية على سلامة المادة خلال الأعوام الماضية، والتي تخللها مراجعة جميع التقييمات العلمية من المنظمات العالمية والجهات الدولية المختصة بالرقابة على سلامة الغذاء ومشاركة المعلومات والأبحاث مع تلك الجهات، والتي أثبتت عدم وجود مخاوف مرتبطة بالأسبرتام".
وذكرت أن "الأسبرتام يتم استخدامه منذ أكثر من 40 عاما، ويوجد في أكثر من 6 آلاف منتج في مختلف دول العالم، ولا يوجد أدلة أو براهين علمية تثبت خطورة استهلاكه حسب الحدود الموصى بعدم تجاوزها".
ووفقا للهيئة، فإن "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان تصتنّف التسبب في المرض وفق 4 مجموعات، إذ تعتبر (GROUP A) مسببة للسرطان للإنسان ويوجد براهين علمية تثبت ذلك، أما (GROUP 2A) يشير إلى وجود احتمالية عالية للتسبب بالسرطان مع عدم وجود أدلة وبراهين علمية كافية للتسبب في السرطان للإنسان، ووجود براهين علمية كافية تثبت تسببها لحيوانات التجارب، في ما يُقصد بـ (B2) أنه يوجد احتمالية منخفضة للتسبب في السرطان مع عدم وجود أدلة وبراهين علمية كافية للتسبب في السرطان للإنسان وحيوانات التجارب، والمجموعة (3) التي تعني عدم تسببها في السرطان لعدم وجود براهين علمية تثبت تسببها بالسرطان للإنسان وحيوانات التجارب."
وكانت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان شبه المستقلة التابعة لمنظمة الصحة العالمية أعلنت، الخميس، لأول مرة، أنها قررت أن "الأسبارتام"، يجب أن يُصنّف على أنه "مادة مسرطنة محتملة للبشر".
لكن رغم أنّ التسمية قد تبدو صادمة، إلا أنّ هذا التصنيف لا يعني أنّ المشروبات الغازية "الدايت" التي تستهلكها تسبّب السرطان.
ويعني هذا التصنيف أنّ بعض الأبحاث التي استعرضتها الوكالة الدولية تُظهر أنه قد يكون هناك صلة محتملة بين "الأسبارتام" وسرطان الكبد، لكن العلم لم يصل بعد إلى نتائج قاطعة، كما هي الحال بالنسبة لمادة مثل "الأسبستوس" أو "التبغ".
يُعْتَبَر الأسبارتام واحدًا من أكثر المواد الغذائية المضافة التي تمت دراستها، حيث توجد العديد من الهيئات التنظيمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي أكدت مرارًا أن "الأسبارتام" آمن للاستهلاك البشري إذا استخدم وفقًا للمبادئ التوجيهية المحددة.
في الواقع، أجرت لجنة خبراء مستقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقييمًا للمخاطر المترتبة عن "الأسبارتام"، وأعلنت الخميس، أنّ التوجيهات الخاصة بالمنظمة العالمية لا تحتاج إلى تغيير.
وفيما يشعر بعض العلماء وشركات الأغذية والمشروبات بالقلق من أن تصنيف منظمة الصحة العالمية للأسبارتام كـ"مسبّب محتمب للسرطان" قد يشوش تفكير المستهلكين، صرحت الوكالة بأن أملها يتمثل بأن يحث هذا التصنيف العلماء على إجراء مزيد من الأبحاث حول "الأسبارتام" وارتباطه المحتمل، إن وجد، بالسرطان.
ما هو "الأسبارتام"؟
الأسبارتام، أحد أكثر المُحليات الاصطناعية استخدامًا في العالم، وقد طُرح في السوق منذ عقود.
ويقول مجلس التحكم في السعرات الحرارية، وهو اتحاد دولي يمثل صناعة الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية المنخفضة والمخفّضة، إن الأسبارتام موجود في حوالي 6 آلاف منتج حول العالم.
وقد يظهر الأسبارتام في منتجات لا تتوقّعها، مثل معاجين الأسنان أو الأدوية، لكنه غالبًا ما يظهر على تصنيفات المنتجات التي تُسوق كـ"دايت" أو "خالية من السعرات الحرارية".
والمشروبات الغازية مثل Diet Coke وCoke Zero وPepsi Zero Sugar تحتوي على الأسبارتام، وكذلك العديد من المحليات منخفضة السعرات الحرارية مثل Equal وNutraSweet، وبعض العصائر.
وفي الطعام، غالبًا ما يوجد الأسبارتام في صلصة السلطة الخالية من السكر، والمثلجات قليلة السعرات الحرارية، كما أنه موجود في العلكة الخالية من السكر مثل Extra.
ورغم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في قرار منفصل، في مايو/ أيار الماضي، أنه لا ينبغي للأشخاص الاعتماد على المحليات الخالية من السكر للتحكم بالوزن، إلا أنّ الأسبارتام يستخدم غالبًا في "المشروبات الدايت" لأنه يحتوي على سعرات حرارية أقل من السكر العادي.
ومقارنة مع السكر الأبيض العادي، فإن مذاق الأسبارتام أكثر حلاوة بمعدل 200 مرة تقريبًا، لذلك لا تحتاج المنتجات إلى استخدامه بكمية كبيرة.
وإذا وضعت عبوة من المحلي الصناعي Equal في قهوتك، فستكون لها حلاوة ملعقتين صغيرتين من السكر العادي تقريبًا.
وتحتوي عبوة Equal على 4 سعرات حرارية، لكن ملعقتين صغيرتين من السكر فتحتويان على 32 سعرة حرارية.
وكان هناك بعض الالتباس بشأن "الأسبارتام" منذ البداية، ففي عام 1974، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام "الأسبارتام" في بعض الأطعمة والمشروبات، لكن تم تعليق القرار لبضع سنوات بسبب بعض الدراسات المتناقضة والاعتراضات على موافقته وتساؤلات حول الدراسات الأولية نفسها.
وكان بعض العلماء قلقين عندما أظهرت دراسة حيوانية مبكرة أن مادة "الأسبارتام" ربما تسبب أورام الدماغ لدى الفئران.
لم تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أخيرًا بتسويق "الأسبارتام" في الأطعمة الجافة حتى عام 1981، بعد إجراء تحقيق شامل. وفي ذلك العام، حددت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن المضافات الغذائية معايير المدخول اليومي المقبول.
إرشادات الأسبارتام
ولم تتغير إرشادات منظمة الصحة العالمية منذ عام 1981: الحد الأقصى اليومي 40 ملليغرامًا من "الأسبارتام" لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
وتعد التوصيات الأمريكية أكثر سخاء بقليل، إذ في عام 1983، حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المبدأ التوجيهي عند 50 ملليغرامًا لكل كيلوغرام من وزن الجسم، أي سيضطر الشخص إلى شرب الكثير من الصودا، أو تناول الكثير من الطعام الذي يحتوي على "الأسبارتام" لاستهلاك تلك الكمية.
وأفادت جمعية المشروبات الأمريكية أن المشروبات الغازية "الدايت صودا" تحتوي عادة على ما معدله 100 ملليغرام من "الأسبارتام" لكل علبة.
ومع توصية منظمة الصحة العالمية بـ40 ملليغرامًا من "الأسبارتام" لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، يمكن للشخص الذي يزن المتوسط الأمريكي البالغ 83 كيلوغرامًا أن يشرب ما يصل إلى 33 علبة يوميًا والبقاء ضمن الحد المسموح.
بينما ستسمح توصية الولايات المتحدة بـ50 ملليغرامًا لكل كيلوغرام بشرب أكثر من 40 علبة لشخص بالغ يزن 83 كيلوغرامًا.