قم بمشاركة المقال
حرك النشاط البشري المناخ نحو دفة الخطر؛ فحبست الأرض كمية تاريخية من الطاقة الحرارية على مدار 50 عامًا.
هدفت اتفاقية باريس في عام 2015 إلى منع الاحترار العالمي من تجاوز 1.5 درجة مئوية زيادة عن مستوى ما قبل عصر الصناعة، وبناءً عليه، يجب خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول العام 2030، والوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، في محاولة لإنقاذ الأرض من ما ينتظرها؛ خاصة وأنها قد تلقت جرعة كبيرة من الطاقة الحرارية خلال 50 سنة فقط. وهذا ما كشفت عنه دراسة حديثة.
اقرأ أيضاً
استخدم العلماء مؤشر «عدم توازن طاقة الأرض» (IEE)، وهو معيار تغير المناخ، ويعبر عن الفرق بين كمية الإشعاع الشمسي الداخل للغلاف الجوي، والمرتد إلى الفضاء، ويُساعدنا في معرفة ما إذا كان مناخ الأرض ساخن أم لا، وما مقدار وسرعة ومكان ارتفاع درجة حرارة الأرض، كما يوضح كيف لهذا الاحترار أن يتطور في المستقبل.
جرعة كبيرة من الطاقة
اقرأ أيضاً
في تعاون دولي يضم أكثر من 60 عالمًا حول العالم، بقيادة الدكتورة «كارينا شكمان»، عالِمة محيطات من فرنسا، جمع الباحثون بيانات لمقدار الطاقة الحرارية التي حصلت عليها الأرض؛ نتيجة الاحتباس الحراري بين عامي 1971 إلى 2020، ووجدوا أنّ الأرض حصدت نحو 380 زيتاجول من الطاقة، وهو ما يُعادل (380000000000000000000 جول)، ونُشرت الدراسة في دورية «إيرث سيستم ساينس داتا» (Earth System Science Data)، في 17 أبريل/نيسان 2023.
تُعادل 25 مليار قنبلة ذرية
في مقال مشترك بين «أندرو كينج»، عالم المناخ في جامعة ملبورن في أستراليا، و«ستيفن شيروود»، عالم المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني على موقع «ذا كونفرزيشن» (The Conversation)، أشارا العالمان إلى أنّ قوة هذه الطاقة تُعادل 25 مليار مرة قوة الطاقة المنبعثة في أثناء تفجير قنبلة «الولد الصغير»، التي ألقتها الولايات المتحدة الأميريكية على مدينة هيروشيما اليابانية في يوم 6 أغسطس / آب من العام 1945.
وبحسب ما كتبا العالمين؛ فإنّ هذه الطاقة من المفترض أن تكون قد رفعت درجة حرارة الكوكب بمقدار أكبر ولكنها ارتفعت فقط بمقدار 1.2 درجة مئوية.
أين ذهبت الطاقة؟
حسنًا، تراكمت الطاقة الحرارية على مدار العقود الخمس الماضية في مواقع مختلفة من الأرض، ما أدى لارتفاع درجات الحرارة في تلك المواقع، وكانت للمحيطات نصيب الأسد من تلك الطاقة، ويتضح ذلك من الأرقام التالية:
هناك 89% من الطاقة امتصتها المحيطات.
6% من الطاقة امتصتها الأرض.
4% من الطاقة الحرارية تسببت في ذوبان بعض أجزاء الغلاف الجليدي.
1% من الطاقة بقيت في الغلاف الجوي. وهي التي تسببت في رفع درجات الحرارة.
وهذا يعني أنّ الأرض خزنت هذه الطاقة الهائلة بشكل ما، ولكن كانت النتيجة أن ذابت الأنهار الجليدية والأجزاء الأخرى من الغلاف الجليدي، وطبعًا ارتفع متوسط درجات الحرارة في المحيطات، الأمر الذي أثر بشكل ما على الكائنات الحية هناك
لذلك فإن أغلب الحرارة التي تمتصها المحيطات، تكون على مسافة 1 كيلومتر فقط من عمق المحيط بالقرب من السطح. والحقيقة أننا مدينون لهذه المنطقة؛ فقد حمت البشرية من حدة الاحترار العالمي.