قم بمشاركة المقال
أعرب خبراء ومسؤولون حكوميون ومراكز بحثية من مصر والجزائر وتونس وليبيا ولبنان والأردن عن مخاوف مماثلة بشأن التدهور البيئي الناجم عن الزراعة والزراعة وكذلك قضايا الأمن الغذائي والتغذية الصحية والحد من هدر الطعام، إذ اتفق الجميع على أن الإجراءات الشاملة وطويلة الأجل يجب وضعها في مكانها الصحيح.
وأتاحت ورشة العمل إجراء حوارات بين الاتحاد الأوروبي وخمس دول مجاورة لمصر (الجزائر، تونس، ليبيا، لبنان، والأردن) من أجل تبادل الآراء بشأن صحة التربة والاستخدام المستدام للأسمدة والابتكار، والاستخدام المستدام لمبيدات الآفات، فضلا عن الحد من فقد الأغذية وهدرها والاستهلاك المستدام.
اقرأ أيضاً
جاء ذلك علي هامش ورشة العمل التي نظمها الاتحاد الأوروبي وافتتحتها نائب المدير العام للمديرية العامة للأغذية كلير بوري بالتعاون مع 6 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حضوريا وعبر شبكة الإنترنت، كجزء من سلسلة ورش العمل الممولة من الاتحاد الأوروبي لدعم مفهوم “من المزرعة إلى المائدة” (F2F) الاستراتيجية التي وضعها الاتحاد الأوروبي في سياق “الصفقة الخضراء” الأوسع.
وأكد المشاركون في ورشة العمل أن جائحة كورونا وأزمة أوكرانيا والظروف الجوية القاسية المستمرة الناجمة عن تغير المناخ ساهم في تعطيل سلاسل الإمداد الغذائي العالمية والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، ما تسبب في مخاطر تهدد الأمن الغذائي في العالم، مشيرين إلى أن هذه الظروف انعكست على حالة انعدام الأمن والتهديدات الصحية المتعلقة بالغذاء مثل الجوع أو السمنة، بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سلبيا في الإنتاج الغذائي الحالي.
اقرأ أيضاً
وأشار المشاركون في ورشة العمل التي نظمها الاتحاد الأوروبي، إلى أن طرق النقل التقليدية باستخدام الطاقة التقليدية تعد من أكبر المساهمين في ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح ما بين (21 – 37)%، لافتين إلى أن هذه النسب أحد أهم المؤثرات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المنسوبة إلى السلاسل الغذائية.
وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي في استعراض لموقف الاتحاد الأوروبي: “في أوروبا، يواصل مواطنونا التعبير عن مخاوفهم بشأن المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتدعم توصياتهم سياسات الاستدامة التي نعمل على تطويرها، والعمل التعاوني الذي نريد تطويره يحدد الطريق إلى الأمام”.
من جانبه، أكد رئيس الوحدة A5، كوين فان ديك، أن جائحة كورونا كانت وباءً واحدًا شكل تهديدا كبيراً للأمن الغذائي في العالم، ومن المهم أن تتفاعل الأنظمة الغذائية بشكل أفضل وأن يكون مستعدًا بشكل أفضل عندما يكون نظام آخر، وأن هناك إمكانيات هائلة للتحول في المنطقة للتخفيف من أية أزمات تهدد الأمن الغذائي العالمي والمنطقة.
من جهته، قال وزير الزراعة الأسبق ووزير استصلاح أراضي مصر عادل البلتاجي إن أشد تأثير للاحتباس الحراري سيكون محسوسًا في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والأطلسي.
وأكد الرئيس السابق للجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا صائب خريصات، أن الأردن لديه ثاني أعلى نسبة من اللاجئين لكل فرد في العالم، وأصر على أن هذه الحقيقة “تضع ضغطًا غير مسبوق على الموارد الطبيعية المحلية – بما في ذلك المياه”.
من جانبه، أكد المهندس الزراعي في وزارة الزراعة والتنمية الريفية الجزائرية ياسين حموني ضرورة أن يكون هناك استخدام أفضل للمياه للحد من هدر هذه الموارد، “وعلينا العمل على حل الاختلالات المائية في المناطق الصحراوية”.
وكتوصية، أشار رئيس برنامج استراتيجية الأمن الغذائي. وزير الزراعة الليبي السابق أبو بكر حمد المنصوري، إلى “أن هذا وقت صعب ولكنه يجلب الفرص: نحن بحاجة إلى مزيد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة في المنطقة لتعظيم إنتاج الغذاء مع تأثير أقل على البيئة”.
وقالت أخصائية سلسلة القيمة من مكتب الفاو الإقليمي للشرق الأدنى جنيفر سموولاك، في معرض الإشارة إلى تونس من بين البلدان المعنية الأخرى، “إن تطوير نظام وطني مستدام للأغذية الزراعية يمثل تحديًا كبيرًا، وفقدان الغذاء هو نقطة دخول للنظر إلى النظام ككل”.
وشدد مدير العمليات في بيريتك من لبنان رامي بوجودة على أنه “يجب أن يكون الناس قادرين على الاستمرار في العيش في المناطق الريفية؛ لذلك علينا التأكد من أن الاقتصاد يعمل لصالحهم، من خلال إنتاج أفضل وأكثر استدامة”.
يُشار إلى أنه كجزء من الصفقة الخضراء، اقترح الاتحاد الأوروبي إجراءات والتزامات طموحة لتحويل أنظمته الغذائية (استراتيجية المزرعة إلى المائدة) إلى معايير عالمية للاستدامة التنافسية وحماية صحة الإنسان والكوكب وكذلك سبل العيش من بين جميع الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة الغذائية.
واختتمت نائب رئيس الوحدة A5 (العلاقات الدولية الثنائية) في EC DG SANTE- كريستينا لاسو سانز، ورشة العمل بالتأكيد على أننا “نتفق على أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع: التنوع من المنظمات وسلاسل القيمة وتنوع الحلول والتكنولوجيا والحلول القائمة على الطبيعة هي مفتاح النجاح”.